حكومة العالم الجديدة: سيناريو مركزيّة القوى الكبرى في نظام عالمي جديد

 

(نهاية النظام الليبرالي القديم وميلاد نظام هيمنة جديد)

لم يعُد خللُ النظام الدولي مجرّد انطباعٍ أو دعايةٍ أيديولوجية، بل حقيقةٌ تكشفها الوقائع اليومية: مجلسُ أمنٍ عاجزٌ عن إيقاف حربٍ تُدار على مرأى العالم في أوكرانيا، ومن قبْلها وفي موازاتها حروبٌ مستدامة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتوسُّعٌ في النزاعات الإقليمية بالوكالة، وسباقٌ محموم نحو التسلّح النووي والصاروخي والفضائي، وانقسامٌ اقتصادي وتكنولوجي حادّ بين معسكرات متنافسة. في حين تبدو الأمم المتحدة اليوم أشبه بمسرحٍ للخطابة الدبلوماسية أكثر منها آليةً فعّالة لصناعة القرار؛ إذ يكفي أن يرفَع أحدُ الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يده بحق النقض حتى تُشلّ إرادة المجتمع الدولي بأكمله، ويتحوّل القانون الدولي إلى “نصٍّ مُعلَّق” لا يُطبَّق إلا حيث تتقاطع مصالح الكبار.../... 

في المغرب تسقط العمارات ... ولا تسقط الحكومات


(من ضحايا مستشفى الموت بأكادير إلى ضحايا عمارات فاس: الجاني واحد اسمه الفساد)

من ضحايا مستشفى الموت بأغادير، مرورا بقتلى عمارات فاس، إلى تسريبات المهداوي.. كيف يتغذى الفساد من قمع حرية التعبير التي تحوّلت في المغرب إلى جثة بلا قبر؟

لم تكن حرية التعبير في المغرب يومًا مجرد حق قانوني على الورق، بل كانت في لحظات نادرة من تاريخ البلد، طاقة أخلاقية وجمالية حملها جيل من الصحافيين الأحرار والمثقفين الشرفاء الذين أدّوا دور ضمير الأمة عندما كان للوطن معنى في وعي النخبة.

كان الصحافي آنذاك مثقفًا حقيقيًّا: يمتلك رصيدًا معرفيًّا واسعًا، وأسلوبًا عربيًّا رفيعًا قادرًا على مخاطبة وجدان جمهور عاطفي، وفي الوقت نفسه، يحفر في عمق الحدث السياسي والاجتماعي، فيجمع بين نقل الخبر، وتفكيك بنية الأزمة، والإشارة إلى الداء، وتوصيف الدواء.../...