تمهيـــد
سُئل العالم ألبرت أينشتاين قبل زهاء 100 عام عن الحرب العالمية الثالثة، إن كانت ستخاض بالأسلحة النووية فقال: "لا أعلم بأي سلاح سيحاربون في الحرب العالمية الثالثة، لكن سلاح الحرب العالمية الرابعة سيكون بالعصيّ والحجارة".
جواب أينشتاين يحمل في طيّاته معاني عميقة وخطيرة لما ستؤول إليه الحضارة الإنسانية في حال نشبت حرب عالمية ثالثة، بحيث سيعود من بقي من البشرية حيّا للعصر الحجري، ليعيش على طريقة الإنسان البدائي ما قبل التاريخ.
وبالمناسبة، وفي خضم ما يشهده العالم من حروب مناطقية، وتوترات عنصرية، وصراعات سياسية واقتصادية لا تبدو أنها ستنتهي لتفاهمات بطريقة حضارية، فالسؤال الذي يطرحه المراقب اليوم ليس إن كانت الحرب العالمية ستقوم، بل بأية أسلحة ستخاض؟ ذلك أن قيامها أمر أصبح أكثر من محتمل.
والسبب، أن استعمال السلاح النووي لا يضمن لأي من القوى العظمى المتصارعة الانتصار، بل الدمار المتبادل. الأمر الذي لا يخدم مصالح الكبار. لذلك، فالخطط التي تحاك في الخفاء تحضر لحرب عالمية تستعمل فيها أسلحة نوعية غير نووية، لكنها تكتسي نفس الخطورة لما لها من تأثير على الشعوب. وهي الأسلحة التي سبق تجريبها والتأكد من فعّاليتها ونتائجها الكارثية.
بوادر الحرب العالمية الثالثة
لا يختلف اثنان، ولا يتناطح عنزان، حول حقيقة أن العالم بلغ اليوم من التوتر درجة تنذر بانفجار لا يبقي ولا يذر. بحيث قد يؤدي اغتيال احدى الشخصيات السياسية الدولية المرموقة إلى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة، مثل ما حدث في الحرب العالمية الأولى. هكذا كان يعتقد البعض إلى وقت قريب، لكن اغتيال إسماعيل هنية لم يدفع إيران ومحورها إلى إعلان حرب انتقامية مدمّة ضد إسرائيل، الأمر الذي يؤكد أن إيران تستخدم الورقة الفلسطينية للمزايدة السياسوية على واشنطن، من اجل تحقيق مصالحها، وخصوصا رفع الحظر الاقتصادي الخانق المفروض عليها منذ سنة 1979، والتوصل إلى اتفاق مرضي بشأن ملفها النووي. ولا يهمها قضية المسلمين الأولى، لأن عدو إيران الحقيقي هم المسلمون السُّنة تحديدا لا الصهاينة، وذلك بسبب العداء التاريخي القديم.
والحقيقة، أنه لو كانت إيران من شيعة آل البيت كما تدّعي، لما حاكت المؤامرات ضد السعودية والبحرين، ولما احتلت جزر الإمارات الثلاثة، ولما بعثت بمقاتلي حزب الشيطان لتدريب البوليساريو بهدف تقسيم المغرب، وإجهاض مشروع التشابك الاقتصادي الكبير الذي يقوده العاهل المغربي لانقاد شعوب دول غرب إفريقيا الأطلسية وجنوب الصحراء من الفقر والجوع والتخلف. وللإشارة فالعاهل المغرب في الأصل هو من آل البيت، ومن سلالة الإمام علي كرّم الله وجهه. فلماذا تحاربه إيران إذن، فيما تدين بالشكر والامتنان لتركيا التي تربطها بإسرائيل علاقات استراتيجية؟
لكن من جهة أخرى، يجب الاعتراف أن النتن ياهو فشل في دفع ملالي طهران إلى إشعال حرب إقليمية من خلال مهاجمة إسرائيل تتطور بسرعة إلى حرب عالمية. والغريب أن هذا السناريو أيضا هو ما كانت تتوقعه وتسعى إليه أوساط سياسية وعسكرية ليبرالية في موسكو، وذلك للرد على الهجوم الأمريكي والأطلسي على روسيا في أوكرانيا. بمعنى أن روسيا كانت تريد أن تضرب أمريكا في خاصرتها الرخوة التي هي إسرائيل عن طريق إيران، من دون أن تلوث يدها بدم اليهود. وهو ما لم ينجح مع من يقدسون العمائم السوداء في طهران.
طبعا هذه كلها أسباب ظاهرية تخدم سيناريو من يؤمنون بأن التاريخ يعيد نفسه، استنادا إلى حادثة قتل مواطن صربي يعتبر وريثا للعرش النمساوي. علما أن مثل هذه الحادثة ما كانت لتؤدي إلى الحرب العالمية الأولى، لولا نضوج أسباب موضوعية باطنية أكثر أهمية وخطورة، كالمناخ السياسي المتوتر آنذاك، والوضع الاقتصادي المزري الذي كان يعيشه العالم. وهو شبيه إلى حد بعيد بالوضع القائم اليوم، بل قد يكون الوضع الحالي أسوء بكثير من الوضع عشية الحرب العالمية الأولى. وهو الأمر الذي دفع بعديد المنظرين لاعتباره مناخا مناسبا لاندلاع حرب عالمية ثالثة، والاختلاف هو حول نوع وطبيعة الشرارة التي ستفجر الحرب.
خصوصا بعد فشل المنظمات الدولية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية في حل الصراعات الدولية عن طريق القانون الدولي. ونقصد بذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحددا، نظرا لتضارب مصالح من يستحوذون على هذا المجلس الذي تحوّل إلى أداة بيد القوى العظمى، لتنفيذ سياساتها البغيضة، وتحقيق مصالحها الجيوسياسية والجيواستراتيجية على حساب الشعوب المستضعفة.
مقدمات التفجير المحتمل
لم تؤدّي الحرب على العراق، وليبيا وسوريا واليمن، والحرب العالمية على الإرهاب والإسلام تحديدا، بل والحرب في أوكرانيا وغزة إلى إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة، بالرغم من تلويح الرئيس الروسي فلادمير بوتين بذلك، وإعطاء الأمر للقيادة العسكرية لتحضير الأسلحة النووية وتحريك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. فأمريكا والحلف الأطلسي يدركون أن بوتين لن يحوّل تهديده إلى واقع ما لم يكن وجود روسيا نفسه في خطر داهم. كما وأن هدف أمريكا لم يكن هزيمة روسيا في أوكرانيا، بل فقط استنزافها اقتصاديا وإضعافها عسكريا من خلال إطالة أمد الحرب. لتستفرد بعد ذلك بالصين، العدو الحقيقي الذي يهدد بإسقاط أمريكا عن العرش الاقتصادي والسياسي للعالم. خصوصا بعد أن أصبح الدولار المستهدف الأول بالحرب الاقتصادية والتحالفات الإقليمية التي تقيمها روسيا والصين في منطقة آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا أيضا.
وهذا لعمري هو ما قد يعجّل بإشعال فتيل الحرب، لأن أمريكا غير مستعدة للتنازل عن موقعها الريادي ولا عن امتيازاتها الاقتصادية. ومعلوم أن دبابات الفكر في واشنطن يعملون دون هوادة، في السر والعلن، على خلق كتلتين كبيرتين مختلفتين إيديولوجيا ومتصارعتين أمنيا وعسكريا. كتلة تحت قيادة واشنطن لمواجهة الكتلة التي تفضل العمل تحت قيادة روسيا والصين، ككوريا الشمالية وإيران وأدرعها، وقد تنضم إلى هذه الكتلة باكستان وربما دول شرق أوسطية لم تعد تحتمل الضغوط الأمريكية والعربدة الإسرائيلية في المنطقة، بل ودول إفريقية قد ترغب في دعم الحليف الروسي الجديد انتقاما من فرنسا الاستعمارية.
أما عجزة الجزائر الذين يتخبّطون في دهاليز السياسة بعقلية بدائية، فقد ارتكبوا خطأ العمر حين عرضوا على أوروبا مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، في خيانة مرفوعة الرأس، تعويضها عن الغاز الروسي بالغاز الجزائري، ثم أعلنوا بعد ذلك أنهم مع روسيا في حربها ضد الدولار الأمريكي، ثم قبلوا مؤخرا بالضغوط الأمريكية لتسهيل دخول مخابرات ومليشيات أوكرانية لمحاربة القوات المالية في جنوب الجزائر بمعية الطوارق، الأمر الذي يهدد قوات روسيا ومصالحها في مالي. وهو الأمر الذي لن يغفره الرئيس بوتين لنظام الكابرانات الذين سقطوا في الفخ الأمريكي، وسيرد بوتين لا محالة لهم الصاع صاعين من حيث لا يحتسبون.
لأنه من المعروف أن بوتين لا يتسامح مع الخونة بالمطلق، ولنا فيما وقع لزعيم فاغنير قبل أشهر المثال على ذلك، بالرغم من أنه كان يعتبره من أصدقائه المقربين. وقد يكون تحريك قوات حفتر الليبية في اتجاه الحدود الجزائرية بداية لإشعال حرب إقليمية ضد الجزائر بذريعة استرجاع الأراضي الليبية المغتصبة زمن الاستعمار الفرنسي. وهي الحرب التي يستحيل أن تشتعل من دون ضوء أخضر روسي، بالرغم من أن حفتر مدعوم من قبل تركيا والإمارات العربية. وفي حال اندلعت هذه الحرب، فستنخرط فيها لا محالة كل من النيجر وبوكينا فاسو لمناصرة مالي بدعم روسي وإماراتي. وقد تشكل الحرب في حال اندلعت فرصة ذهبية للمغرب لاسترداد صحرائه الشرقية، سواء بالقوة العسكرية بمباركة أمريكية وروسية من الباطن، أو بتفاهمات سياسية معلنة، سترغم بواسطتها أمريكا الجزائر على التنازل عن حقوق المغرب مقابل امنها واستقرار نظامها، وفتح صفحة جديدة من علاقات حسن الجوار والتعاون الإقتصادي مع المملكة الشريفة وإمبراطوريتها الجديدة في إفريقيا. لأن المغرب هو الوحيد القادر على انقاذ الشعب الجزائري ممّا يتحضر له في الخفاء. خصوصا بعد إعلان السفيرة الأمريكية في واشنطن مؤخرا، في تصريح مزلزل، أن بلادها تدعم المغرب الحليف التاريخي الموثوق، وهي إشارة إلى أن الحل النهائي لمعضلة الجزائر يكمن بيد المغرب، فيما أوراق اللعبة بيد واشنطن. الأمر الذي أسقط رهان كابرانات الجزائر على الدعم الأمريكي لمغامراتهم البهلوانية في المنطقة، بسبب تهديدهم لإسرائيل، وتحالفهم مع إيران، ودعمهم للإرهاب في شمال إفريقيا.
والحقيقة، أن التوجه العالم اليوم هو نحو توسيع بؤر الحروب، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط فشمال إفريقيا، ناهيك عن إثارة الصراعات العنصرية والدينية ضد الأقليات المسلمة في أوروبا. فقد بدأ الأمر في بريطانيا، وقد ينتقل إلى فرنسا وربما ألمانيا وإيطاليا ودول أخرى بتشجيع من اليمين الأوروبي المتطرف، وذلك للتغطية على المجازر التي ترتكبها القوى الصهيونية في غزة. وهو ما يهدد أنموذج التعايش الدولي الذي تم إرساءه بعد الحرب العالمية الثانية بالسقوط.
هذه كلها بوادر تنذر بتفجير حتمي لا مفر منه، لكن الوقت يبقى رهين بحدث كبير قد يعجل بالحرب، من نوع أن تعلن الصين الحرب على تايوان فتتدخل أمريكا وحلفها لردعها، أو أن تعلن إيران وأدرعها الحرب على إسرائيل، فيتدخل الغرب لتدمير نظام الملاّلي وأتباعه في المنطقة، الأمر الذي سيستدرج باكستان للانخراط في الصراع إلى جانب إيران. أما روسيا، فلن تتدخل لسببين: الأول، أن في إسرائيل أكثر من مليون يهودي من أصل روسي. والثاني، أن الحلف العسكري للدفاع المشترك الذي أعلن قبل سنوات بين موسكو وطهران، لم يوقع الرئيس بوتين على معاهدته، حرصا على أمن ومصالح بلاده من جهة، ولعدم ثقته بالملالي في طهران.
الرهان الأخير
اليوم يعيش العالم دوامة الحيرة وقلق الانتظار. الحيرة مما يُخبِّئه المستقبل القريب من مفاجآت، والقلق مما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية القادمة من نتائج. ذلك، أن رهان النخبة الليبرالية الروسية هو على عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، لأن ذلك يمثل أهون الشرين. فترامب هو الوحيد القادر على إنقاذ إسرائيل والمنطقة من مغامرات مجرم الحرب "النّتن ياهو"، الذي يريد إغراق سفينة الشرق الوسط بل وسفينة العالم في حرب مدمّرة لا تبقي ولا تذر، فقط لينقذ نفسه من السجن في حال فشله في القضاء على حماس في غزة وخروجه من السياسة. بدليل أنه يرفض أية تسوية سياسية تنتهي إلى تهدئة حتى لو كانت تخدم الأمن والسلم في فلسطين والمنطقة. وبالرغم من سعيه الدؤوب لجرّ واشنطن لحرب مدمّرة مع إران وحلفائها تحقيقا لهدفه الخبيث، إلا أن مثل هذا الهدف الانتحاري لم ينجح حتى الآن، بالرغم من أن مجرم الحرب الصهيوني يجد لهدفه الكارثي مؤيدين وداعمن متطرفين في كل من واشنطن وأوكرانيا، ومن قبل اليمين المتطرف في بعض الأحزاب الغربية. غير أنه ولسوء حظه، لم تبتلع إيران الطعم، واتخذت مسافة من التصعيد، مفضلة الانتقام من خلال ضربة موضعية محدودة على شكل تفجيرات عاشوراء لرفع العتب ليس إلا. خصوصا وأن إسماعيل هنيّة ليس شيعيا، ولا إيرانيا، بل سنّيا، لا يمثل بالنسبة لطهران سوى قطعة من خشب المحرقة.
أمريكا بين خيارين: إمّا حرب عالمية أو حرب أهلية
والحقيقة، أن العامل الحاسم الذي سيحدد إمكانية اندلاع الحرب من عدمها هي نتائج الانتخابات الأمريكية، ذلك أن نجاح دونالد ترامب، من شأنه أن يعيد مناخ الهدوء ويبعث الأمل في النفوس لحلول سياسية عبر التفاوض، خصوصا مع روسيا حول أكرانيا، مع الاستمرار في فرض العقوبات على الصين ومزيد من الضغط على إيران. غير أن هذا السيناريو لا يخدم الدولة العميقة في واشنطن، نظرا للحالة المزرية التي وصل إليها الاقتصاد الأمريكي، بدليل ما يحدث اليوم في الأسواق المالية الغربية من انهيارات كارثية. ولا يبدو أن هناك من حل لهذه المعضلة إلا بحرب عالمية تعيد خلط وترتيب أوراق النفوذ في العالم.
لهذا السبب خرج المرشح ترامب هذا الأسبوع ليعلن أن العالم مقبل على كساد اقتصادي عظيم، أسوء من الكساد الذي عرفه العالم عشية الحرب العالمية الثانية، وأن هناك توجه لإشعال فتيل حرب عالمية ثالثة أصبحت حتمية. وحذر الأمريكية أنه في حال نجاح منافسته للرئاسة كمالا هاريس عن الحزب الجمهوري، فإن الكساد العظيم والحرب العالمية الثالثة سيقعان لا محالة.
أما الرئيس الحالي جو بايدن، فحذر الأمريكيين من أنه في حال فشل ترامب في الانتخابات، فستندلع حرب أهلية قد تؤدي إلى انقسام أقوى دولة في العالم. والمصيبة أن كمالا هاريس منافسة ترامب، تبدو اليوم أوفر حظا للوصول إلى الرئاسة، بسبب دعم الدولة العميقة لها، وهو الدعم الذي أدى إلى حصدها لنتائج مرضية حتى الآن، في ولايات أمريكية مهمة.
أسلحة الحرب العالمية القادمة
يرى خبراء في مجال الفيزياء وعلم البيولوجيا في جامعات أمريكية مرموقة، أن الحرب العالمية الثالثة لن تندلع بأسلحة يتوقعها الناس. فالأسلحة التقليدية من قوات وصواريخ وآليات، بل وحتى أسلحة نووية تقليدية، لم تعد الخيار المطروح اليوم لحسم الصراع على النفوذ في العالم.
ذلك أن البديل الذي عملت عليه أمريكا منذ فترة طويلة، هو حرب عالمية مدمرة بسلاحين فقط. سلاح الفيروسات البيولوجية، وسلاح فيروسات الكومبيوتر. لأن الأول سيقضي على نسبة كبيرة من سكان العالم، ويعيد بالتالي التوازن المفقود لمعادلة "النمو الديموغراف مقارنة بالموارد المتاحة". والثاني سيشل قدرة القوى المنافسة على المواجهة. وقد رأينا قبل أيام كيف أن شركة أمريكية استطاعت شل حركة الطيران وتعطيل المعاملات المالية والإنترنت في العالم، حيث كان ذلك على سيل التجربة. لذلك تعمل الصين جاهدة على نشر أشرعة وأقمار صناعية على مستوى الكرة الأرضية لمنافسة أمريكا في التحكم بالاتصالات، خصوصا شبكة الإنترنت التي أصبحت تشكل سلاحا خطيرا مؤثرا على نمط العيش وطبيعة الحياة على مستوى العالم.
أما الفيروسات، فتقتضي الخطة بأن يتم نشر أنواع فتاكة من الكائنات البيولوجية المعدلة، تفوق فيروس كوفيد من حيث الشراسة وسرعة الانتشار والنتائج المتوقعة. وقد لا تختلف طريقة العمل عن تجربة كوفيد، بحيث سيتم نشر الفيروسات الجديدة في الدول المستهدفة كالصين وروسيا، لكن في مناطق تنشط فيها مختبرات بيولوجية، لتصوير الأمر كما لو أنه يتعلق بخطأ تقني أدى إلى خروج الفيروسات عن السيطرة. وذلك حتى لا تتهم واشنطن بالوقوف وراء المبادرة. ومعلوم أن أمريكا قد أعدت الأمصال المناسبة لمواجهة هذه الأنواع من الفيروسات الجديدة، وستسمح بها فقط لشعبها ولشعوب الدول الحليفة والمخلصة لها.
والأمر الذي يثير الاستغراب، هو أن منظمة الصحة العالمية، حذرت قبل بضعة أسابيع، من موجة انتشار فيروس متحوّر جديد سيكون أكثر خطورة من فيروس كورونا القديم، وذلك بسبب عامل ارتفاع الحرارة والجفاف غير المسبوق الذي عرفه العالم هذا العام. هذا الوباء الجديد أسمته المنظمة "وباء إكس" لعدم معرفة نوعه وطبيعته الفتاكة، وقالت إن حصول الكارثة هي مسألة وقت ليس إلا.
والخطير في الأمر، أن فيروسات الكومبيوتر، قد تمت برمجة إطلاقها بموازاة مع انتشار الفيروسات البيولوجية، وذلك لاستهداف شبكات الطاقة، ومحطات الكهرباء، ومصافي النفط، والقطارات، وشركات الطيران، والشحن، والخدمات المصرفية، وإمدادات المياه، بل وحتى المستشفيات لزيادة فعالية سرعة انتشار وفتك الفيروسات الجديدة بالشعوب المستهدفة.
والسؤال هو: هل يكون الرد على السلاح الأمريكي الخبيث نوويا من قبل روسيا والصين؟
لا أحد يعلم ذلك بالتأكيد، لكن هناك من قد يعتقد أن العواقب على من سيشعل هذه الحرب الخبيثة ستكون وخيمة لا محالة. لكن من جهة ثانية، هناك من يرى بأن الحرب البيولوجية القادمة هي الحل، لأنها ستخدم الصين والهند وغيرهما من الدول التي تعاني من ظاهرة الانفجار السكاني، ما دامت الكرة الأرضية لم تعد تحتمل مزيدا من البشر.
ويعتبر عامل الانفجار السكاني تاريخيا، هو السبب الرئيس في صراع الحضارات، والأمراض المعدية، بل والكوارث الطبيعية التي عرفتها البشرية منذ القدم. لذلك يبدو أن هذا المخطط يستنسخ الأحداث التاريخية الطبيعية القديمة، ليضفي عليها لمسة بشرية خبيثة تعيد التوازن لنموذج العيش على الأرض، ما دام التقدم العلمي والتقني قد قلص من أخطار مثل هذه الظواهر التي كانت تحدث بطريقة طبيعية من قبل، فتعيد التوازن إلى معادلة "السكان والموارد".
لذلك، يتساءل البعض فيقول: لماذا لا يعاد تفعيل مثل هذه الكوارث بفضل العلم والتكنولوجية، حرصا على تحقيق هدف المليار الذهبي، ليعيش من تبقى من البشرية في رخاء وسعادة دائمة، ما دام عصر العمّال العبيد قد انتهى، وحل محله عصر الذكاء الاصطناعي؟
غير أنه وقبل ذلك، لنراقب الانتخابات الأمريكية وما ستسفر عنه من نتائج، لمعرفة ما الذي يحضره أسياد العالم للشعوب المستضعفة في القادم من الأيام. لكن من دون أن ننسى، أنهم يمكرون في الظاهر، ويمكر الله في الباطن، والله خير الماكرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق