1. مقدمـــة:
بحث ديني: يقول التراثيون: "إنه لولا التواتر، لما عرف المسلمون كيف يُصلّون". هذا إقرار ضمني يرقى إلى مستوى الكفر بآيات الله التي تؤكد أن الله ما فرّط في الكتاب من شيء، وأنه جاء تبيانا لكل شيء، وأنه أكمل للناس دينهم.. لأن مثل هذا الإقرار يعلن صراحة أن القرآن نص ناقص، ما دام لم يبيّن للمؤمنين طريقة الصلاة، وأوقاتها، وعدد ركعاتها، فجاءت السنّة لتوضّح لهم ذلك. لكن السؤال الذي يطرح بالمناسبة هو: - عن أي سنّة يتحدث التراثيون؟.. لأنه فيما يتعلّق بشرعيّة "الصلاة الحركية" كما يؤديها المسلمون اليوم، ومن خلال البحث في التراث، لا نجد حديثا عزيزا واحدا يتوفّر فيه شرط التواتر يدعم هذه الشرعية المزعومة، ما دامت كل الروايات التي ذكرت في موضوع الصلاة تعتبر من أحاديث الآحاد التي رواها شخص واحد عن شخص واحد آخر، دون أن تكون موصولة إلى النبي عليه السلام.../...