الصحراء المغربية: بين مقترح الحكم الذاتي والقرار المرتقب

 

(قراءة في مواقف القوى الكبرى والسيناريوهات المحتملة)

تمهيد: مجلس الأمن على موعد حاسم

يعقد مجلس الأمن الدولي يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025 جلسة للتصويت على مشروع قرار أميركي يخصّ الصحراء، يتّجه—بحَسَب الصيغة المتداولة—إلى تأكيد مركزية مبادرة الحكم الذاتي لعام 2007 كإطار العملية السياسية، مع تمديد قصير لولاية المينورسو حتى 31 يناير/كانون الثاني 2026 بدل التمديد السنوي المعتاد، ما يضع ضغطًا زمنيًا على الأطراف ويكسر رتابة التجديد الآلي للمهمة. هذا التوجّه أثار امتعاض الجزائر والبوليساريو، بينما ترى فيه عواصم غربية “تصحيحًا للمسار” نحو تسوية واقعية.../...

معضلة التغيير في المغرب: بين الزمن الديني والزمن السياسي

 

(بحث سياسي)

تمهيد: أزمة ما بعد "الجمعة السوداء"

يتمثل التحدي الأكبر الذي تواجهه "حركة جيل زد"  في أعقاب خطاب الجمعة السوداء في تحويل الغضب العفوي إلى مسار سياسي هيكلي. بعد أن تجاهل الملك المطالب الاجتماعية المباشرة للحركة في رسالة ضمنية مفادها أن "الملكية لا تحاور من خارج المؤسسات"، الأمر الذي أصبح معه جيل Z أمام خيار حتمي: إما الاستمرار في الاحتجاجات السلمية بنفس المطالب (ومصيرها التلاشي)، أو رفع السقف بتحويل المطالب إلى سياسية، لأن دون هذا التغيير الهيكلي في المسار والإستراتيجية يستحيل تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في "محاسبة الفاسدين وفتح الصندوق الأسود".../...

خطاب الجمعة السوداء: استراتيجية التجاهل والإخضاع


 

(تحليل سياسي)

تمهيد: تجاهل مطالب الحراك حماية لمنظومة الفساد

بعد أن أرسل "جيل زد 212" للعاهل المغربي مباشرة "ورقة التصعيد القصوى" المتمثلة في رسالة المطالب الثمانية الشهيرة، وبعد أن تقاطرت الرسائل والتحذيرات الإقليمية محذرة من خطر النسخة الجديدة من الحراك، كان الخطاب الملكي أمام البرلمان يوم الجمعة الماضي هو اللحظة المفصلية المنتظرة. لم يختر العاهل المغربي الانحياز إلى شعبه لما تمثله "تكلفة التطهير" من تنازلات مؤلمة، بل اختار حماية المنظومة السياسية الفاسدة التي تحافظ على بنية حكمه، معلنا قطع الأمل في أي مسار سياسي، والتجاهل التام لمطالب الشارع. مؤكداً بلغة الرمز والإشارة بدل صريح العبارة أن "الصندوق الأسود" سيبقى محصناً عن كل محاولة اختراق، خصوصا من قبل من يعتبرهم النظام يتحركون من خارج المؤسسات الدستورية التي تشكل الإطار العام لديموقراطيته الصورية.../...

هل تتحمل الملكية "تكلفة التطهير" وتفتح "الصندوق الأسود"؟

 


(تحليل استراتيجي)

بعد أن أرسل "جيل زد 212" للعاهل المغربي مباشرة "ورقة التصعيد القصوى" المتمثلة في رسالة المطالب الثمانية الشهيرة. وبعد أن ناقشنا في مقالة سابقة السيناريوهات الخمسة للاستجابة الملكية، تقودنا تطورات الأحداث الأخيرة إلى استباق الخطاب الملكي المرتقب، وذلك للحديث عما يمكن أن تشكله محاسبة كبار المسؤولين عن الفساد من تكلفة لن تقتصر على التطهير فحسب، بل وستصل حتماً إلى المطالبة بفتح "الصندوق الأسود" السياسي.../...

مطلب الحراك وإشكالية إقالة رئيس الحكومة : (سيناريوهات الحل)

 


(تحليل سياسي)

 مدخل: منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الشبابية التي عُرفت بـحراك ”GenZ212”، ارتفع صوت المطالب الاجتماعية والسياسية التي تجاوزت الإصلاحات الشكلية لتصل إلى جوهر النظام السياسي. أحد أبرز هذه المطالب يتمثل في إقالة رئيس الحكومة، باعتباره المسؤول الأول في نظر المحتجين وغالبية الشعب المغربي، عن فشل التدبير الحكومي في معالجة أزمات المعيشة والصحة والتعليم والتشغيل والفساد.../...

"جيل Z " يخاطب الملك.. وهذه تقديرات الاستجابة


(تحليل سياسي)

(استراتيجية إدارة الصراع: التهدئة مقابل الإصلاح الهيكلي)

إن توجيه "حركة جيل Z " (قِدْرُ الطِّينْ) رسالة مطالب مباشرة إلى الملك محمد السادس الجمعة 3 أكتوبر 2025، يمثل لحظة استراتيجية ذات معنى عميق، حيث بإقدامها على هذه الخطوة تكون قد قامت بتفعيل "ورقة التصعيد القصوى" بعد أن أعلنت فقدانها الثقة في الأحزاب والحكومة. هذه الخطوة تضع (قدر الحديد) "النظام التقليدي" أمام تحدٍ مباشر وعلني لإعادة تعريف "عقد الشرعية" مع جيل جديد. 
والسؤال الذي يطرح بالمناسبة هو: - هل يمكن لهذه المطالب أن تحظى باستجابة ملكية؟.../...

صراع قِدْر الطّين ضدّ قِدْر الحديد.. يمنع الملك من التدخّل

 


(لا يمكن تدخّل الملك كحكم، في صراع هو فيه طرف)

تحليل سياسي: في إطلالة لأحد أعضاء جيل زد على قناة تلفزيونية أوروبية قال، إن المنخرطين في نضال "جيل Z" المغربي، لا يطالبون بتدخل الملك في هذه المرحلة المبكرة من عمر الصراع، وأنهم لا يقبلون بالانخراط في الأحزاب القائمة لترجمة مطالبهم في إطار اللعبة السياسية الصورية المسمّاة زورا بالشرعية، لأنها ديموقراطية شكلية أثبت الواقع فشلها وعجزها عن إيجاد حلول عملة لمطالب الشعب الأساسية، وبالتالي، فقد تجاوزها الزمن، ولم تعد مقبولة في عصر الثورة الرقمية الصاعدة التي تجتاح العالم، وتستهدف النظام النيوليبرالي المتوحش الذي أفقر الشعوب، واستعبد الإنسان، ومارس على المجتمعات المستضعفة سياسات لا أخلاقية.../...