(اللفظ بين العادة والدلالة)
تمهيد:
لعلّ من أكثر العبارات التي تكرّرها الألسنة حتى استُهلكت معناها، قولنا: "اللهم صلّ وسلم على محمد"، بين ترديدٍ صوتيٍّ يتوارثه الناس جيلاً بعد جيل، ومعنى قرآنيٍّ عميقٍ ضاع في الزحام.
يقف هذا المقال ليعيد فتح النصّ من بابه الأول، فالآية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب: 56]، لا تدعو إلى ترديد القول، بل إلى المشاركة في الفعل الإلهيّ: رحمة، ونور، واقتداء بالأخلاق. لكن كيف؟.../...
إنّ الصلاة على النبي ليست دعاءً نكرّره، بل صلةً نقيمها معه ومع القِيم التي جسّدها في الأرض.
هي عبورٌ من الصوت إلى السلوك، ومن اللفظ إلى الوعي، ومن الطقس إلى المشروع الأخلاقي.
فمن صلّى عليه بهذا الفهم فقد دخل في نوره، ومن سلّم له على هذا النحو فقد سلّم للحقّ الذي عاش من أجله.
من اللفظ إلى الصلة: قراءة قرآنية محرّرة
حين يتحوّل اللفظ إلى عادة يفقد نوره ومعناه، وحين يُستعاد المعنى يتجدّد الإيمان ليُولد الإنسان في أكمل صورة تُجسِّدُ الحق في الخلق.
هذه قراءة قرآنية عميقة في معنى الصلاة على النبي، من الطقس إلى الصلة، ومن الترديد إلى الاقتداء.
مقدمة: حين يصبح اللفظ حجابًا يستر المعنى
من أكثر المفاهيم التي التصقت بالوجدان الإسلامي حتى غدت طقسًا يوميًّا متوارثًا دون تمحيص، مفهوم الصلاة على النبي.
لقد ورث المسلمون عبر قرون طويلة تفسيرًا تراثيًا يرى في قوله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، أمرًا بالدعاء للنبي بقولهم: «اللهم صلِّ عليه وسلّم تسليمًا».
وهم بهذا القول لا يُصلّون على النبي، بل يطلبون من الله أن يفعل ذلك بدلا عنهم، والطامة العظمى أنهم يطلبون منه أيضا أن يُسلّم لرسوله تسليما، والتّسليم هنا بمعنى الخضوع.. فهل يعقل هذا؟
هذا الفهم ــ على سذاجته الظاهرية ــ انطوى على خللٍ دلاليٍّ عميق، إذ جعل الإنسان يطلب من الله أن يفعل ما يفعله أصلًا بمعيّة ملائكته، لكن بمعنى آخر مخالف للمعنى التراثي، وكأن الصلاة عند التراثيين عمل مكرّر لا معنى له إلا الدعاء.
والأخطر من ذلك أنّ الموروث جمع بين أمر الله بالصلاة وأمر الناس بطلب صلاة الله، فاختلط الفعل بالفعل، وذابت الصلة الحيّة في ترديدٍ لفظيٍّ جامد لا يليق بالمؤمن الوَرِع.
القرآن الكريم، حين يُعيد الإنسان إلى اللفظ في أصله، يحرّره من هذا الالتباس.
فهو لا يكلّف المؤمنين بترديدٍ صوتيّ، بل بعملٍ وجوديّ: إقامة الصلة مع النموذج النبوي الذي صلّى الله عليه ورفع قدره.
ولكي نفهم هذه "الصلاة"، لا بدّ من العودة إلى جذور الألفاظ نفسها.
1. المعنى اللغويّ والقرآنيّ لمصطلح “الصلاة”
في لسان العرب، الصلاة من الجذر (ص ل و)، وأصلها الوصْل والدنوّ، بمعنى الاتباع والإقتراب، ليس اتباع ما اصطلح عليه بسُنّه، لأن لا سُنّة إلا سُنّة الله، بل باتباع نهجه وسلوكه وأخلاقه التي امتدحها القرآن حين قال فيه تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[القلم: 4]. فالصلاة ليست مجرد قول، بل اقتراب واتّصال وتوجّه.
وفي القرآن، تتخذ الصلاة ثلاثة مستويات من الفاعل والمعنى:
- الأول، صلاة الله على النبي: وحي، رحمة، تثبيت، ورفع للذكر والمقام.
﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [الأحزاب: 43].
فصلاة الله فعل إلهيّ من الرحمة والهداية بنور الوحي، لا دعاء ولا تكرار.
- الثاني، صلاة الملائكة: تأييد واستغفار وتزكية.
﴿يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر: 7].
أي أنهم يشهدون بالحق ويُعضدون المرسلين والمؤمنين بالوحي والنور.
- الثالث، صلاة الذين آمنوا: اتصال عمليّ بالنبي، أي الاقتداء به في خُلقه ودعوته، ليكونوا امتدادًا لرسالته في الأرض.
فالأمر ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ ليس تكرارًا لصلاة الله عليه، بل مشاركة في معناها: أي أن يُقيموا له الصلة الحيّة في ذواتهم وأعمالهم.
بهذا المعنى، تصبح الصلاة حركة من الأعلى إلى الأدنى ثم من الأدنى إلى الأعلى:
رحمةٌ تنزل، واقتداءٌ يصعد، فيكتمل التيار الروحي بين السماء والأرض.
2. معنى التسليم: من الطاعة إلى السكينة
أما التسليم، فهو في لسان القرآن أعمق من مجرّد التحية، فهو الخضوع الطوعيّ للحقيقة، كما في قوله تعالى:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].
فالتسليم هو القبول الهادئ الواعي للحقّ، لا الخضوع القسريّ.
وحين يقول تعالى: ﴿سَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، فالمعنى أن تتطابق أقوالكم وأفعالكم مع ما جاء به النبي، أي أن “تسلموا له في الحقّ” لا أن “تسلّموا له تسليم الخضوع”. ولا أن تطلبوا من الله أن يفعل ذلك بدلا عنكم.
3. الفرق بين «الذين آمنوا» و«المؤمنين»
القرآن يفرّق بدقّة بين الطائفتين:
• الذين آمنوا: هم الذين دخلوا في الإيمان ظاهرًا ولم يكتمل يقينهم بعد، كما في قوله:
﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات: 14].
• المؤمنون: هم الذين رسخ الإيمان في قلوبهم واتّحد بالعمل، فصار قناعة راسخة وسلوكًا على الأرض.
ومعلوم أن الآية [الأحزاب: 56] خوطب بها «الذين آمنوا»، أي الداخلون الجدد في دائرة الإيمان زمن البعثة المحمدية، لأن الطريق إلى الإيمان الكامل لا يكون إلا بالاقتداء بالنبيّ، أي بإقامة الصلة القيمية معه.
4. نحو فهم قرآني للصلاة على النبي
حين يقول الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾
فهو يخبر عن حالٍ قائمٍ في الغيب: أن النبيّ في حضرة النور والرحمة الإلهية، وأن الملائكة في تأييدٍ دائم له.
وحين يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
فهو يأمر المؤمنين بأن يدخلوا في هذا النور بالقِيم نفسها:
أن يَرحموا كما رحِم، أن يعدلوا كما عدَل، أن يصدقوا كما صدق، وأن يُسلموا أنفسهم تسليما لميزان الحقّ الذي جاء به، في إشارة إلى القرآن.
فالصلاة على النبي ليست تكرارًا لعبارة سطحيّة، بل عبورٌ من الظاهر إلى الباطن، ومن القول إلى العمل.
هي أن تكون “صلاتك عليه” تجسيدًا لما صلّى الله به عليه: الرحمة والنور والهداية.
5. التصحيح القرآني للموروث
حين يقول المسلم في دعائه: «اللهم صلِّ على محمد»، فهو في الواقع يطلب من الله أن يُقيم ما قد أقامه الله أصلًا.
لكن حين يفهم المعنى القرآني، يصبح قوله: “اللهم اجعلني من الذين يُقيمون الصلاة عليه”، أي من الذين يتّصلون به سلوكًا وأخلاقًا، لا لفظًا وتكرارًا.
ولذلك كانت الأسوة الحسنة هي الامتداد الطبيعي لهذا المعنى:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ [الأحزاب: 21].
فالأسوة لا تُختزل في المظهر، بل في الجوهر الأخلاقي الذي يُترجم الإيمان إلى فعل.
6. الصلاة مشروع حياة
في ضوء هذا الفهم، يتبيّن أن الصلاة على النبي ليست فعلًا صوتيًا، بل مشروعًا إنسانيًا متجدّدًا.
إنها تجديدٌ دائم للعهد مع المثال الأعلى للإنسان الكامل الذي جسّد في سيرته معنى الرحمة الإلهية والأخلاق القرآنية النبيلة في الأرض.
إن «الصلاة عليه» تعني أن نكون على أثره في العدل،
و«التسليم له» أن نُسلم للحق الذي جاء به من عد الله كما سلّم هو،
و«الاقتداء به» أن نحيا بالقرآن وأخلاق القرآن كما عاش هو، لدرجة قيل عنه أنه كان قرآنا يمشي على الأرض.
في زمنٍ تراجعت فيه القدوة وازدادت المسافة بين القول والعمل، تصبح الصلاة على النبي عملاً إصلاحيًّا حيًّا:
أن يُبعث محمدٌ عليه السلام من جديد في إيماننا، في سلوكنا، في خطابنا، وفي جداننا.
فمن صلّى عليه بهذا الوعي، فقد صلّى عليه حقًّا،
ومن سلّم له بهذا الفهم، فقد أسلم وجهه لله وحده.
7. في مفهوم السلام على النبي
بعد بيان أنّ الصلاة على النبي في الآية (الأحزاب 56) ليست طلبًا من الله أن “يصلّي” على نبيّه مرة أخرى — لأن الله أصلاً يصلّي عليه كما قال:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾
وإنما هي أمر للمؤمنين بربط الصلة به واتّباع هديه واتخاذه أسوةً؛ يبقى السؤال:
- كيف يكون “السلام” عليه إذن؟ وما هو معناه القرآني؟
من اللافت أنّ القرآن حين أراد أن يُعلّم الناس كيفية السلام على الأنبياء، لم يفعل ذلك في سورة الأحزاب، وإنما في سورة الصافات، حيث أفرد مقاطع طويلة تصف “سلام الله” على كل رسول، وكأنها صيغة معيارية تُرشد المؤمنين إلى صيغة السلام الصحيحة:
• ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات: 79]
• ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ﴾ [الصافات: 109]
• ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ﴾ [الصافات: 120]
• ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ﴾ [الصافات: 130]
• ﴿سَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات: 181]
هذه الصيغة الموحّدة تكشف ثلاثة معانٍ محورية:
المعنى الأول: السلام هو إعلان شهادة وولاء للرسالة، لا طقسًا لفظيًا.
فحين يقول الله: ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ﴾ فهو لا “يُحيّي” النبي تحيةً صوتية، بل يُعلن:
• تبرئته من ظلم قومه
• تكريمه
• تثبيت مكانته الرسالية
• إظهار سلامه من كل افتراء
وحين يقول المؤمن “السلام على النبي” فهو يعلن الشيء نفسه:
"أنا أُبرأ النبي الخاتم من ظلم قومه، وأعترف برسالته، وأمنحه السلام بما يفيد الاعتراف بأنه رسول والولاء لمن أرسله.
فالسلام هنا شهادة موقف وليس جملة تُقال.
المعنى الثاني: السلام القرآني مرتبط بالحماية والنقاء وليس بالتحية اللفظية.
في القرآن الكريم، “السلام” ليس مجرد "هاي/هالو"، بل هو مفهوم رسالي:
• السلام = الأمان من الزيف والكذب والبهتان
• السلام = نقاء الرسالة وسلامتها من التحريف
• السلام = إقرار بأن النبي أدى الأمانة وبلّغ الرسالة والتزام المؤمنين بما جاء فيها، لينعم إجتماعهم بالأمن والمودة والسلام.
ولذلك ختم الله سورة الصافات بقوله:
﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات: 181]
كأنها خاتمة عقائدية تُلزم المؤمنين بسلامٍ معرفيّ وأخلاقي تجاه الأنبياء كلهم دون استثناء، ما يفيد وحدة الرسالة برغم تعدد المرسلين. لأن الله الواحد لا يمكن أن تصدر عنه أكثر من رسالة، هي رسالة واحدة لكل الأمم من نوح صعودا إلى محمد هبوطا، سماها القرآن الإسلام الذي هو دين القيّمة.
المعنى الثالث: السلام على النبي ليس بديلاً عن الصلاة عليه، بل مكمّل لها.
في الآية 56 من سورة الأحزاب:
﴿صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
• الصلاة = الاتّباع والاقتداء والتأسّي.
• السلام = الاعتراف والتوقير وإعلان البراءة من ظلم الناس له.
فالسلام هو تحية معرفية-أخلاقية لا تحية صوتية.
ولذلك لم يقل القرآن: “قولوا اللهم صلّ عليه وسلم”، بل قال: (سَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
والتسليم هنا من جذر (س ل م) بمعنى:
• الاعتراف
• القبول
• الخضوع للحكم
• تبنّي منهجه بلا تحريف ولا تزوير ولا مراوغة أو تحوير.
كما في قوله:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[النساء: 65]
إذن: السلام على النبي = إعلان قبول نهجه كاملاً دون مقاومة أو تحريف والاستسلام لما جاء به من عند ربّه.
8) القرآن يعلّم طريقة “السلام” على الأنبياء لتكون نموذجًا
من خلال سورة الصافات، يُفهم أنّ السلام المشروع على النبي يجب أن يكون وفق الصيغة القرآنية لا الصيغ التراثية:
السلام على محمد وعلى من تبِع الهدى
السلام على النبي ورحمة الله وبركاته
سلامٌ على المرسلين
هذا السلام يعكس:
• احترام الرسالة
• الاعتراف بالبلاغ
• إعلان الانتماء لطريقهم
• التبرؤ من ظلم من كذّبوهم
وليس “سلامًا صوتيًا” يُرسل إليه كما يتوهم البعض.
9) الفرق الجوهري بين “الصلاة على النبي” و“السلام عليه”
- الصلاة: هي الصلة به عن طريق الرسالة التي جاء بها، باتباع تعاليمها اقتداء به وصيانة لها، الأمر الذي يربّي المؤمن على الارتباط بالقيم الدينية الأصيلة.
- السلام: هو الاعتراف بمقام النبي وتبرئته من ظلم قومه، تحمي الرسالة من التحريف وتثبّت قيمها النبيلة.
الصلاة فعلٌ عملي، السلام موقفٌ معرفي وقيمي.
10) لماذا لم يطلب القرآن من الناس أن يقولوا: “اللهم صلِّ على النبي”؟
لأن الله هو الذي يصلّي على النبي لا الناس.
ولأن “الصلاة” ليست دعاءً أصلاً، بل صلة من الله لرسوله عن طريق ملك الوحي وملائكة النصرة والتأييد في إطار العصمة التي تقتضيها عملية التبليغ.
ولذلك لم تأتِ في القرآن صيغةٌ واحدة تقول:
“يا أيها الذين آمنوا: ادعوا الله أن يصلّي على النبي” — إطلاقًا.
بل جاءت بصيغة:
(صَلُّوا عَلَيْهِ) أي أنتم، لا أن تطلبوا من الله أن يفعل ذلك.
بمعنى: اتّصلوا به عبر الرسالة التي جاء بها من عند ربه لتهتدوا كما اهتدى هو ومن تبعه، وتمسّكوا بالحق الذي بلّغه، واتخذوه قدوة في أخلاقه، وأسوةً في سلوكه.
خلاصة جامعة
الصلاة على النبي = اتّباع منهجه القرآني وأخلاقه الإيمانية.
السلام على النبي = الاعتراف برسالته وتبرئته من ظلم المكذّبين بها.
والصيغ القرآنية في سورة الصافات كما أوردناها أعلاه، هي الدليل العملي على كيفية “السلام” على النبي والمرسلين جميعا، وكل ما يقال عداها لا يليق بالمؤمن ولا بمقام النبوة والألوهة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق