(Gen Z 212) الجيل الذي كسر جدار الصمت وهزّ أركان الدولة

 


(قصة جيل رقمي يفكك مكامن الشرعية ويعيد كتابة قواعد الصراع السياسي في المغرب)

دراسة: قراءة معمقة في خريطة نفوذ جيل زيد 212 وتأثيره على توازنات السلطة في المغرب

المقدمة

شهد العالم خلال العقود الأخيرة تحولات جذرية في طبيعة الحركات الاجتماعية والسياسية، إذ لم تعد المطالب الشعبية تنطلق من الأطر التقليدية مثل الأحزاب أو النقابات أو الجمعيات، بل بدأت تتشكل من داخل الفضاء الرقمي الذي بات هو المنصة الأساسية للتعبير والتنظيم والتعبئة. في هذا السياق، برز جيل جديد يُعرف اصطلاحًا بـ جيل زيد (Generation Z)، وهو الفوج الذي وُلد ونشأ في قلب الثورة الرقمية، وتعلّم منذ طفولته أن يتعامل مع الهواتف الذكية، والإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي كجزء أصيل من حياته اليومية.../...

صرخة ضمير إلى جلالة الملك: نداء لإنقاذ الوطن


 إلى جلالة الملك محمد السادس، ملك البلاد وأمير المؤمنين وأب الأمة

مولاي صاحب الجلالة،

أكتب إليكم بصفتي مواطنًا مغربيًا يحمل همّ الأمة، لأتسائل معكم كما تساءلتم ذات خطاب: "ما الجدوى من وجود المؤسسات، وإجراء الانتخابات، وتعيين الحكومة والوزراء، والولاة والعمال، والسفراء والقناصلة، إذا كانوا هم في وادٍ، والشعب في وادٍ آخر"؟ 

لهذا السبب بالذات، أتوجه إلى مقامكم العالي بقلب يعتصره الألم على وطن جريح بخنجر السياسة، وعلى مواطن مكلوم تجاوز صبره حدود الصبر .../... 

الفساد وآليات محاربته في المنظومة القضائية المغربية

 


(تحليل سياسي)

مدخل: العدل قيمة سامية وشرط العمران

ليست العدالة فكرة طوباوية أو شعارًا سياسيًا، بل هي روح الحياة الاجتماعية وميزان العمران البشري. القرآن جعلها أمرًا إلهيًا مباشرًا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90]، وجعل الحكم بغير ما أنزل الله ظلمًا وجورًا، والحديث هنا هو عن شريعة السماء لا شريعة الفقهاء. في الفكر الإنساني، تردّد القول بأن «العدل أساس الملك»، أي أنّ بقاء الدولة مرتبط بقدر ما تحقق من عدالة. ابن خلدون حذّر منذ قرون من أن: «الظلم مُؤذن بخراب العمران» (2). أما ابن تيمية فكتب عبارته الشهيرة: «إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة» (3).../...

فشل تنزيل الدولة الاجتماعية في المغرب



(دراسة شاملة)

لا يمكن للإنسان أن يتخذ موقف الحياد أمام سياسات الموت، فالصامت شريك في الجريمة، 

إذ يتحول الساكت عن الظلم  إلى شيطان أخرس يُشرعن الفساد بسلبيته.

1. مدخل الدراسة

بدأت شرارة هذه الدراسة من مشهد مأساوي وقع في مستشفى الحسن الثاني بأكادير، فحوله من مستشفى الشفاء إلى "مستشفى الموت" حيث تكشّفت أمام الرأي العام الوطني والدولي صور صادمة: مرضى متكدسون في الممرات، أسر تنتظر عبثًا تدخلًا عاجلًا، وفيات مأساوية كان يمكن تفاديها لو توفرت أدنى شروط الرعاية الطبية. هذه الكارثة الصحية لم تكن مجرد حادث عرضي، بل تحولت إلى قضية رأي عام أشعلت احتجاجات في الشارع، وأثارت موجة غضب واسعة تجاه تدبير قطاع الصحة، وعموم السياسات الاجتماعية.

لقد أدرك المغاربة أن ما وقع في أكادير ليس استثناءً، بل هو انعكاس لبنية أعمق من الفشل: فشل في السياسة، فشل في التعليم، فشل في الصحة، فشل في العدالة، فشل في توفير السكن، فشل في توفير العمل لضمان العيش الكريم للواطن، وفشل في بناء الثقة بين الدولة والمجتمع.

من هنا، جاءت الحاجة إلى إعداد هذه الدراسة، ليس فقط لتشخيص أزمة قطاع بعينه، وإنما لفهم الترابط البنيوي بين مختلف الأزمات الاجتماعية التي جعلت من حلم “الدولة الاجتماعية” في المغرب شعارًا فارغًا، بدل أن يكون واقعًا معاشًا.../...

سبتة ومليلية: جدل السيادة بين المغرب وإسبانيا

 

(تحليل سياسي)

(على ضوء التاريخ والجغرافيا والسياسة الدولية)

مدخل: زيارة الوفد البرلماني للناتو

أعادت الزيارة المرتقبة لوفد من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى مدينة مليلية المقررة في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2025، الجدل حول الوضع القانوني والسياسي لمدينتي سبتة ومليلية الواقعتين في شمال إفريقيا والخاضعتين للسيطرة الإسبانية منذ قرون. فبينما اعتبرت مدريد هذه الزيارة خطوةً رمزية لتأكيد انتماء المدينتين إلى الفضاء الغربي الأمني، رأت الرباط فيها استفزازًا سياسيًا وتكريسًا لواقع الاحتلال. أما واشنطن، الحليف الأكبر داخل الحلف، فقد التزمت الحذر، مؤكدة على التضامن داخل الناتو دون تبنّي موقفٍ قانوني صريح حول السيادة.../...

إسرائيل ترسم بالدم والنار.. بداية الفصل الأخير لنهاية العرب

 


تحليل استراتيجي شامل لتحولات المشهد الإقليمي

تمهيـــد

في منطقة اعتادت على الصراعات وتأجج التوترات، كانت الضربة العسكرية الإسرائيلية على الأراضي القطرية حدثاً فارقاً بقدر ما كان عملا خطيرا ومفاجأ. لم تكن هذه الضربة مجرد استهداف لقيادات سياسية فلسطينية، بل كانت اختراقاً غير مسبوق لدولة حليفة ذات سيادة، تحظى بغطاء المظلة الأمنية الأمريكية، وتستضيف على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية. لذلك يعدُّ ما حصل تحطيمًا لقواعد الاشتباك غير المعلنة التي كانت تحكم المنطقة، وإعلان صريح بالدم والنار عن بداية الفصل الأخير لنهاية العرب.../... 

الزكاة في الإسلام: من منظور القرآن

 


تمهيـــد:

بما أن العاهل المغربي محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين،  أصدر بمناسبة المولد النبوي الشريف أمرا لــ "المجلس العلمي الأعلى" لإخراج فتوى شاملة تُبيّن للناس أحكام الشرع في موضوع الزكاة، موضحا أن المقصد الأسمى من إصدار هذه الفتوى هو مقصد علمي توضيحي بالأساس، ما دام هدفه هو الإجابة عن الأسئلة الكثيرة التي يطرحها الناس في هذا الموضوع بسبب الخلط القائم في أذهانهم بشأن هذه الفريضة الدينية، لاسيما ما يتعلق بالزكاة على الأموال المكتسبة من الأنشطة المستجدة في الحياة الاقتصادية الحديثة كالأجور والخدمات ومختلف الاستثمارات والمعاملات، وذلك بخصوص النصاب والمقادير وأوقات الإخراج.../...

مفهوم الإله في الديانة الإبراهيمية

 

مقال ديني
(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا 
وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
[سورة آل عمران: 67]

1.  مقدمـــة

يُعد مفهوم الإله في العقيدة الإبراهيمية من الركائز الأساسية التي تشكلت من خلال ترسيخ مبدأ التوحيد والإيمان بوجود إله واحد ذو صفات عالية، هو خالق الكون ومدبره. يتسم هذا المفهوم بالترفُّع عن الصفات البشرية، مع التركيز على كماله المطلق، وعلمه اللامتناهي، وقدرته غير المحدودة. يتفق أبناء الديانة الإبراهيمية بمعتقداتها الثلاثة (الموسوية والعيسوية والمحمدية)، على أن الإله لا يسري عليه زمان ولا يحدّه مكان، وأنه مصدر الوجود، وربَّ كل موجود، لا يُشبهه شيء في صفاته أو أفعاله، وهو بكل شيء محيط.../... 

في فرنسا أجواء تُنذر بنهاية الجمهورية الخامسة

 


مقال سياسي: 

حيث أن جريدة لوموند – لسان العقلية الاستعمارية الفرنسية – حاولت انطلاقا من أحقاد قديمة، واستنادا إلى إشاعات مغرضة، وفبركات مكشوفة، ووفق خطة فتنوية مدروسة، زرع الشك والتفرقة بين الشعب المغربي وملكه، بدليل أن الأمر لايتعلق بمقال يتيم، بل بسلسلة مقالات ركزت جميعها منذ 24 من الجاري على العاهل المغربي كمرحلة أولى، في إشارة إلى عملائها من خونة الداخل أن الوقت قد حان للإنقلاب على الشرعية من خلال تجييش الشارع عبر وسائل التواصل الإجتماعي لتفجير موجة من الاحتجاجات شبيهة ببتلك التي حدثت في 20 من فبراير 2011، بحجة أن العاهل المغربي لم يلتزم بما وعد به شعبه حينها، وأن إنجازاته ظلت ناقصة ومتعثرة، وأن الملكية التنفيذية لا تسمح بحرية التعبير ولا بديموقراطية حقيقية، وأن الملك مريض وعاجز، وأنه يدير البلاد بطريقة سرية معقدة، وأن القصر يعيش صراع الخلافة على السلطة.../...

"في المغرب أجواء نهاية عهد محمد السادس"

 


تقرير سياسي

تمهيـــد

نشرت صحيفة "لوموند" المقربة من القصر الرئاسي الفرنسي تحقيقا بقلم الثنائي "كريستوف أياد" و "فريديريك بوبان"، يبشر أعداء المملكة الشريفة بقرب اندلاع معركة الخلافة على الحكم في القصر الملكي، بالرغم من أن في المغرب دستور ينظم طريقة انتقال الحكم بسلاسة، وملك مواطن جعل من قلوب مواطنيه عرشا له، وشعب وفيّ عُرف بحبه لملوكه عبر التاريخ، وأبدى في كل المحطات استعداده للتضحية من أجل استمرار الملكية في المغرب بالغالي والنفيس، لعراقتها من جهة، وشرعيتها التاريخية والدستورية من جهة ثانية، ولما حققته للبلاد والعباد، من أمن واستقرار وسلام، وقفزة نوعية في طريق التقدم والإزدهار، خصوصا في عهد العاهل محمد السادس حفظه الله، الذي اعتبر نفسه دائما ملك المغاربة لا ملك المغرب، من جهة ثالثة.../...

الفرق بين: الإمام المبين، واللوح المحفوظ، وأمّ الكتاب..

 

{إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

- يوسف: 2 - 

  مقدمـــة:

بحث ديني: سنحاول في هذا البحث معرفة الفرق بين الإمام المبين واللوح المحفوظ وأمّ الكتاب من خلال تعريف التنزيل الحكيم لكلّ لفظ على حدة، وذلك بهدف تنقية هذه المصطلحات ممّا علق بها في أذهان المسلمين من خلط، لجهة اعتقاد الفقهاء قديما أن كل ما حدث ويحدث وسيحدث في ملك الله مخطّط له بشكل مسبّق ومدوّن في اللوح المحفوظ الذي هو نفسه أم الكتاب حسب زعمهم، وأن الله يمحو منه ما يشاء ويُثبّت في تأويل تعسّفي للآية: 39 من سورة الرعد ، وأن القرآن هو الكتاب دون تمييز بين اللفظين، وأنه هو الإمام المبين أيضا لما يكتسيه من طابع القدم بغض النظر عن الطبيعة التاريخية للقصص القرآني من جهة، والطبيعة الظرفيّة للحوادث الزمكانيّة التي لا يمكن أن تكتسي طابع الأزليّة من جهة ثانية.../... 

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتجاوز إرادة الله ومشيئته؟

 


1. مقدمـــة

بحث علمي - ديني: يطرح سؤال العنوان على العقل البشري تحدّيا من نوع جديد، لا يمكن الإجابة عنه دون تفكيك معادلة: (الله – الإنسان – الشيطان)، قبل التطرق لمسألة الذكاء الاصطناعي، لما تطرحه هذه المعادلة المعقدة من إشكالية تتعلق بطاعة أو معصية الأمر الإلهي في شقيه التكويني والتكليفي. خصوصا إذا علمنا أن الأمر التكويني يتعلق بالمشيئة الإلهية الخفيّة التي يستحيل أن يتحداها الشيطان فأحرى الإنسان، لأنها من مجال القضاء الذي هو بأمر "كن"، في حين أن الأمر التكليفي هو الأمر الجليّ الذي يمكن للشيطان كما الإنسان عصيانه دون أن يغير ذلك من إرادة الله شيئا، باعتباره من مجال القدر المتغير بالأسباب. ومثال ذلك عصيان الشيطان لأمر ربه بالسجود لآدم، وعصيان آدم لأمر ربه بعدم الأكل من الشجرة المحرمة.. - لكن ماذا عن الذكاء الاصطناعي؟ 

- هل يستطيع اتخاذ قرارات مُدمّرة تُنهي البشرية فيتجاوز بذلك إرادة الله ومشيئته؟.../...

إذا كانت الشمس هي من تُدفئ الأرض.. فلماذا الفضاء الخارجي شديد البرودة؟

 


1. مقدمـــة

مقالة علمية: تتناول هذه المقالة، التأثيرات المتعددة للشمس على حرارة كوكب الأرض، وتشرح كيف تلعب الشمس دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن الحراري للأرض وتشكيل أنظمتها المناخية. تشكل الشمس، كنجم رئيسي في مجرّتنا "درب التّبّانة"، مصدرًا حيويًا للطاقة، حيث تُنتج كميات ضخمة من الإشعاع الشمسي الذي تولّده الطاقة النووية الهائلة، ليسهم في تدفئة سطح الأرض ويتفاعل مع الغلاف الجوي. يحتوي هذا الإشعاع عن مزيج من الموجات الكهرومغناطيسية، بما في ذلك الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، كل منها له تأثيرات خاصة على خصائص البيئة الأرضية.  لكن السؤال الذي يطرح بالمناسبة هو: 

- لماذا لا تدفئ الشمس الفضاء الخارجي كما تفعل بالنسبة لكوكب الأرض؟.../...

مفهوم الصلاة من القرآن (2)

 


1. مقدمـــة

بحث ديني: بعد أن تناولنا في الجزء الأول من هذا الموضوع شرعية الصلاة الحركية استنادا إلى مرويات التراث، وأثبتنا بالدليل القاطع زيف أسطورة الإسراء والمعراج الذي قيل إن الصلاة الحركية تم تشريعها بمناسبة عروج الرسول الخاتم عليه السلام إلى السماء.. سنتناول في هذا الجزء الثاني: مفهوم الصلاة، ومفهوم الإقامة من القرآن الكريم دون غيره من المراجع، لنوضح الفرق الجوهري الكبير والخطير القائم بين الصلاة القرآنية كما شرّعها صاحب الدّين، والصلاة الحركية التي ابتدعها التراثيون لأهداف لا علاقة لها بالدين بقدر ما تخدم السياسة.

هل يؤدي تنافس المغرب والجزائر على سوق الغاز إلى نزاع مسلح؟


 

1. مقدمـــة

تحليــل سياسي وإقتصادي: تعتبر العلاقة بين المغرب والجزائر دائمة التعقيد، ويعتبر النزاع بينهما أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على الاستقرار الإقليمي، خصوصا في مجالات كالسياسة والاقتصاد والطاقة. يشكل الغاز الطبيعي إحدى النقاط الرئيسية في تلك العلاقة، إذ تملك الجزائر احتياطات غاز مهمة تجعلها أحد المصدّرين الرئيسيين إلى أوروبا. في المقابل، يسعى المغرب إلى تنويع مصادره الطاقية وتحسين وضعه الاقتصادي بفضل تسريع وثيرة التنقيب عن الغاز في مختلف أرجاء البلاد، بالإضافة إلى مشروع أنبوب غاز نيجيريا - المغرب، والذي سينقل أيضا غاز السينغال وموريتانيا إلى السوق الأوروبية التي تشتد منافسة الدول المنتجة للطاقة الأحفورية للاستحواذ عليها.../...