في ظل الصراع على النفوذ القائم بين المغرب والجزائر في منطقة الساحل وشمال وغرب إفريقيا الأطلسية، وسعي البلدين المحموم نحو التسلح بشكل يثير القلق ويؤشر لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية لن تؤثر على استقرار المنطقة فحسب، بل وستهدد الأمن والسلم في أوروبا أيضا، خصوصا بعد أن تحوّلت القارة الإفريقية إلى ساحة تجاذب وتنافس دولي بين الكبار على الموارد والمصالح الجيوسياسية، ونقصد بذلك أمريكا والصين وروسيا، وبروز المغرب كقوة إقليمية عظمى تسعى لتغيير قدر شعوب إفريقيا التي عانت طويلا من الفقر والحرمان، بمشاريع مكرو اقتصادية عملاقة، يتطلب تحقيقها ضمان الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، وهو الأمر الذي يعمل نظام العسكر في الجزائر على إجهاضه، بسبب ما يكنه للمغرب من حقد كبير، تحوّل إلى عقدة نفسية يصعب التعامل معها بسياسة حسن الجوار.